الرئيس الاسد لصحيفة الشروق التونسية

لا مشكلة بمبادرة سورية تجاه السعودية.. ووصلنا الى أعلى من السقف حيال اللاجئين العراقيين ..
قال الرئيس بشار الأسد إن سورية "لم تتلق الدعوة لمؤتمر الخريف ولو أتت هذه الدعوة فلن تشارك في مؤتمر يفتقر لفرص النجاح وعدم وضوح جدية ومرجعيات المؤتمر والأسس التي يستند إليها"

وفي حديث لصحيفة الشروق التونسية أجراه معه رئيس التحرير الأول في الصحيفة عبد الحميد الرياحي ورئيس تحرير صحيفة لوكوتيديان التونسية محمد علي رجب قال الرئيس الأسد إن مؤتمر الخريف "يجب أن يكون جدياً وواضحاً لجهة المرجعيات والأسس وفي مقدمتها القرارات الدولية 242 و 338 وغيرها وأن يكون شاملاً لجميع المسارات وأن يشمل قضية الجولان حيث أن المسار السوري أساسي وقضية الجولان هي رقم واحد."‏

الحكومة الاسرائيلية الحالية تستطيع شن الحرب وليس تحقيق السلام ..
وتابع الرئيس الأسد .. الادارة الأميركية "لاتمتلك الرؤية ولا الإرادة للسلام وكذلك فإن إسرائيل لاتمتلك الإرادة على الأقل ولانعرف عن الرؤية إن كانت موجودة أم لا ولكن هذه الحكومة الاسرائيلية ضعيفة وهي تستطيع أن تشن الحرب ولكنها لاتستطيع أن تحقق السلام.‏ "
وقال .."ربما يكون هناك هدف تشتيت أذهان أو توجيه أذهان الرأي العام الأميركي أو الغربي باتجاه قضية أخرى غير قضية العراق التي ظهر فيها الفشل الذي يحاولون معالجة آثاره وفشلوا أيضا في هذا الأمر فربما قالوا لنتوجه باتجاه عملية السلام ولنحقق شيئاً ولو وهمياً نقدمه للرأي العام".‏

لاشيء أقل من حقوقنا كاملة ..
وحيال النقطة التي يمكن لسورية فيها أن تبرم اتفاق سلام مع اسرائيل قال الرئيس الأسد .. "يمكن ذلك عندما تعود الحقوق كاملة من دون أي تنازل وما سمعوه في بداية التسعينيات سيسمعونه الآن.. حقوق كاملة تشمل الأرض والسيادة الكاملة على هذه الأرض ولا شيء أقل من ذلك.‏ "

العلاقة مع لبنان "ليست جيدة" ..
وفيما يتعلق بملف العلاقات السورية- اللبنانية قال الرئيس الأسد "هذه العلاقات لايمكن وصفها بالجيدة حيث ينعكس الانقسام بين اللبنانيين على العلاقات السورية اللبنانية وهذا الإنقسام بين قوى ترهن نفسها للوطن وللعلاقات العربية- العربية من خلال إصرارها على عروبة لبنان وبين قوى كانت دائماً تتحدث عن ربط مصيرها بالخارج وبالتالي تضع لبنان في مهب الريح أي أن يكون مصير لبنان مرتبطاً بمصير الصراعات الاقليمية التي لايبدو أنها ستنتهي في المستقبل القريب وهذا يعني بأن لبنان لن يستقر في المستقبل القريب ..
ولدينا وجهة نظر تجاه أي تيار يصبح أقرب الى اسرائيل أو يرتهن الى الخارج ولايمكن أن نبني مستقبل العلاقة السورية اللبنانية على أساس العلاقة مع قوى هي لاتؤمن بلبنان.‏ "

إتهامات أميركا لنا بالتدخل في شؤون لبنان الداخلية "مردودة عليهم وتفتقر للمصداقية "
وأمل الرئيس الأسد أن يتم حسم المواضيع الخلافية في لبنان بالطرق السلمية والدستورية ليستقر البلد مضيفاً ان سورية "كانت الأحرص دائماً على استقرار لبنان وعلى أن تكون العلاقة معه جزءاً من العلاقة الطبيعية التاريخية بين الشعبين الشقيقين.‏ "
وإزاء الإتهامات الأميركية لسورية لجهة التدخل بالشؤون اللبنانية قال الرئيس الأسد .."هم يتحدثون عن أنفسهم بهذه الاتهامات فهم الذين يتدخلون في كل شيء ويخربون كل شيء في هذا العالم ويتهمون الآخرين, هم الذين يخربون في العراق وعلى الساحة الفلسطينية وهذه الإتهامات مردودة عليهم وتفتقد الحد الأدنى من المصداقية حتى في الساحة الأميركية والساحة الدولية ولا مصداقية لها على الاطلاق في الساحة العربية ولذلك نحن لا نرد عليها ولا نهتم بها".‏
ورداً على سؤال حول تصريحات فريق 14 شباط التصعيدية تجاه سورية رغم إشادة سيرج براميرتز رئيس لجنة التحقيق الدولية بإغتيال الحريري بالتعاون السوري قال الرئيس الأسد هؤلاء .." يعلنون بهذه التصريحات بأنهم يرتبطون بالأجنبي ويستقوون به وبأنهم باتوا جزءاً من أجندة خارجية وهم بأحاديثهم يبنون آمالهم على المخططات الاجنبية من عدوان على لبنان لضرب المقاومة أو على سورية أو على ايران.‏ "

لا خوف على المقاومة..
وقال الرئيس الاسد في حديثه .." لاخوف على المقاومة لأنها نشأت وكانت قوية عندما كان لبنان بالأساس منقسماً, وهذه المقاومة اليوم أقوى بكثير من ذلك الوقت وخاصة شعبياً وهو الأهم فقوة المقاومة في دعمها الشعبي واحتضانها الشعبي الذي تجلى العام الماضي أثناء عدوان تموز.‏

الغارة الاسرائيلية ..غطت فشل إسرائيل بالغموض
وإزاء تصريحات اسرائيل عن الغارة التي قامت بها داخل الاراضي السورية تحدث الرئيس الأسد عن "الإرباك والغموض الذي يعبر عن فشل المصدر الاستخباري الاسرائيلي أو الأميركي الذي جعل المسؤول الاسرائيلي محرجاً من أن يقول ما هو الهدف من هذه الغارة.‏"
وقال الرئيس الأسد .." هم يحاولون تغطية الفشل بطابع الغموض وهم يقولون إن الهدف سري فإذا كان الهدف قليل القيمة فانه لايوجد شيء سري واذا كان الهدف له قيمة كبيرة فيجب على اسرائيل أن تتحدث.. أي بالنسبة لها هذا يمثل انتصاراً.. فهي غطت الفشل بالغموض."‏

نثق بالاتراك وعندما تأتي الضمانات نستطيع القول أن الجو أصبح "مهيئا للسلام" ..
وحول دور تركي في عملية السلام قال الرئيس الأسد .." الوساطة التركية بدأت في العام 2004 ليعود الأمر ويطرح مرة أخرى لكن شيئاً لم يحصل على أرض الواقع إلا منذ حوالي ستة أشهر حين أعيد طرح هذا الموضوع من قبل الأتراك وقلنا لهم نحن موقفنا من السلام لم يتغير وما نريده أولاً اعلاناً واضحاً من قبل المسؤولين الاسرائيليين برغبتهم بالسلام واعادة الأرض الى سورية وثانياً نريد ضمانات بأن الأرض ستعود كاملة مشيراً الى أنه لاتوجد ثقة بيننا وبين الاسرائيليين وإذا كانت موجودة قليلاً في السابق فهي معدومة اليوم بكل صراحة.‏ "
وقال الرئيس الأسد .."سورية تثق بتركيا وقلنا لمسؤوليها عندما تأتي الضمانات نستطيع أن نقول إن الجو أصبح مهيئاً للسلام وعندها يمكن الحديث عن التشاور مع القوى الأخرى لاطلاق المفاوضات مشيراً الى ضرورة التمييز بين دور الوسيط والراعي منوهاً بأن سورية متأكدة من أن هذه الادارة الأميركية لم تعمل من أجل السلام.‏ "
وتابع الرئيس الأسد.." هناك أسس ومبادئ وعندما يجيب الاسرائيليون على هذه الأسس والمبادئ وما هو مصير الحقوق نستطيع أن نقيم الموقف الاسرائيلي الحقيقي لأن كل ما نسمعه هو كلام خطابي وانشائي لايعبر عن رغبة بالسلام.‏ "

سورية في قلب العاصفة ..
وحول رؤية سورية لحلحلة الوضع العربي قال الرئيس الأسد إن "سورية تعتبر نفسها معنية بشكل مباشر أكثر من غيرها اليوم بهذه المسأله لانها في قلب العاصفة ومن مصلحة سورية أن يكون هناك تضامن عربي بأي حد ونناقش هذا الموضوع لنعرف ما الذي سنفعله وخاصة بالنسبة للاشهر المقبلة لكونها اشهراً مصيرية وسورية تفكر بإرسال مبعوثين الى الدول العربية وبشكل خاص على خلفية قرار الكونغرس حول العراق وربما يكون ذلك حافزاً آخر لنا كمسؤولين عرب لكي نستعيد الرؤية الواقعية .‏ "

لا مشكلة لدينا بأن نقوم بمبادرة من أجل تحسين العلاقات مع السعودية..
وحيال العلاقات السورية مع السعودية ومصر قال الرئيس الأسد ..إن "العلاقات ليست كما يجب أن تكون ولكن لا يوجد انقطاع وهناك تشاور ولا يوجد مشكلة لدى سورية بأن تقوم بمبادرة من اجل تحسين العلاقات مشيرا الى "زيارته الى السعودية ومشاركته في القمة ولقائه الجيد مع الملك عبدالله حيث كان الحديث صريحا وكذلك كان اللقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك ..لكن المشكلة ان العلاقات العربية العربية جيدة على مستوى القمة وغير موجودة على المستويات الحكومية الاخرى.‏"
وقال الرئيس الأسد .."سورية تسعى لتحسين الوضع العربي وعلاقاتها مع الدول العربية دون استثناء ."

الداخل السوري ..الكل منشغل بالعدوان الاسرائيلي ..
وإزاء ملف التطوير والتحديث قال الرئيس الأسد "الالتزامات في كل المجالات ولكن نركز على الأولويات وخاصة ما يهم المواطن السوري وكانت الأولوية الاقتصادية على رأس الاولويات حيث لدينا معاناة كبيرة في هذا المجال نتيجة ظروفنا السياسية . والأولوية الثانية هي الأولوية السياسية ولكن مع التطورات في المنطقة نتيجة الضغوط على سورية واحتلال العراق أصبحت الاولوية الثانية لنا الحفاظ على الاستقرار فالاستقرار ضروري للتنمية الاقتصادية ولم يمنعنا ذلك من الاستمرار بمناقشة توسيع المشاركة, لكن الآن الكل منشغل حول العدوان الاسرائيلي وقبل اسبوعين اعلنت الولايات المتحدة على منح صفقات ب 30 مليار دولار لتسليح المنطقة ."

سورية وصلت الى أعلى من السقف المحتمل بالنسبة للاجئين ..
وفيما يتعلق بواقع اللاجئين في سورية قال الرئيس الأسد إن" فرض التأشيرة هدفه حساب من يأتي الى سورية ومن لا يأتي وأن هناك حلولاً على المستوى الخدماتي.‏ "
وأوضح الرئيس الأسد أن "النظره السورية الى اللاجئ لم تكن فقط انسانية بل سياسية بهدف ان يبقى المواطن العراقي لديه نظرة ايجابية تجاه العملية السياسية في العراق ومن هنا الاحتضان السوري للعراقيين هو احتضان سياسي قبل أن يكون اقتصاديا مضيفا ان سورية "وصلت الى اعلى من السقف المحتمل ومع ذلك بقيت تستقبل اللاجئين ولكن لا بد من وضع أسس الآن لكي لا يأتي هذا المواطن الى سورية ولا يجد فرصة عمل .‏ "

الحل في العراق ينطلق من عروبته ..
وفيما يتعلق بالوضع في العراق بعد أربع سنوات على احتلاله دعا الرئيس الأسد العراقيين الى "الإهتمام بالعملية السياسية وبما يجمع الشعب العراقي في المبادئ والأسس الوطنية والقومية وأيضاً في الآليات التي تحدد شكل الدول وتضمن وحدتها" مضيفا أن "الحل في العراق ينطلق من عروبة العراق" لافتاً أن سورية "تتحاور مع العراقيين لمعرفة كيفية المساهمة في دعم العراق.‏"
وأشار الرئيس الأسد لضرورة أن يكون هناك "دور عربي لمساعدة العراق خصوصاً أن ما طرح في الكونغرس الأميركي مؤخراً لجهة تقسيم العراق ينبغي أن يكون حافزاً كافياً لكل عربي بأنه مهدد بالتقسيم ولكي يتحرك كل من موقعه."

ضرب ايران سيسبب مشكلة كبيرة على العالم..
‏ وإزاء الملف النووي الايراني قال الرئيس الأسد إن "أي عمل عسكري أميركي ضد ايران سيكون أحمقاً ومضراً بالمنطقة والعالم ومن هنا ينبغي ان نبقى دائما متحفزين لاي عمل أخرق من الولايات المتحدة او من قبل اسرائيل مضيفا أن "ضرب ايران سيسبب مشكلة كبيرة على العالم واذا بدأت الحرب لن يعرف أحد متى تنتهي, ومن المفترض ان يواجه العرب هذه المشكلة لانهم في قلب الخطر وامام قنبلة موقوته .

حرب تشرين التحريرية ..
وجوابا على سؤال حول حرب تشرين التحريرية والعبر الباقية منها كمحطة خالدة في تاريخ الأمة وسبل إعادة روحها الى الوضع العربي الحالي قال الرئيس الأسد .."حرب تشرين التحريرية تركت في وجداننا شيئاً خاصاً وهي لا تمثل قضية عسكرية بالمعنى العسكري فقط فهناك جوانب أخرى لها حيث عبرت عن التضامن العربي الذي نستذكره ربما بنوع من المرارة على غيابه اضافة الى جانب الارادة الذي جسدته كما أن حرب تشرين عبرت عن كيفية وامكانية تغيير الاحباط الذي كان موجوداً بين حرب 67 وحرب 73 التي تمكنت من تغيير هذا الواقع.‏ "