أغرب حادثة تواجه القضاء السوري ...خطف طفل "أنابيب" من والدته في دمشق

بداية القصة جديدة على المجتمع السوري و هي في الآن نفسه حقيقية ،و كذلك جديدة على الأجهزة القضائية و الأمنية التي حققت فيها أن السيدة "ع" تلقت دعوة من شركة سيريا تل عبر الخليوي من خلال رسالة فهمت منها بأنها مدعوة للعشاء مع ستة أفراد آخرين يمكن أن تصطحبهم معها إلى أحد المطاعم القريبة من بلدة المليحة في ريف دمشق.

و قد لبت السيدة الدعوة و حضرت إلى المطعم حيث كانت امرأة خمسينة في العمر و بصحبتها فتاتين واحدة تبلغ من العمر نحو 17 عاما و أخرى ما يقارب 20 عاما، و هذا الكلام لمصدر مقرب من سير التحقيقات التي جرت فيما بعد.

و علمنا أيضا من ذلك المصدر أن السيدة "ع" كانت تصطحب طفلها البالغ من العمر نحو السنة و بضعة أشهر، و في المطعم أصبح هناك نوع من الود بين "ع" و بين السيدة الخمسنية و الفتاتين اللتين كانتا برفقتها.
الذي حصل أن الفتاتين أخذتا تلاعبان طفل السيدة "ع" الصغير بعيدا عن أمه و بعد قليل تلحق بهما والدتهما دون أن تشعر "ع" بغياب الجميع و لم تتوقع أن يقدموا على خطف الطفل من المطعم.

بحثت السيدة "ع" و من معها عن المرأة الخمسينية و الفتاتين في المطعم و لم يجدوا أي أثر لهم ، ثم قصدوا حدائق المطعم و أماكن اللعب كذلك، لكن لا أثر لهم هناك إلى أن أخبرهم أحد العاملين في المطعم أنه رأى السيدة الخمسينية و من معها و معهم الطفل أيضا قد ركبوا سيارة تاكسي من نوع ميتسوبيشي و غادروا .
السيدة "ع " أبلغت الأمن الجنائي ليحضر إلى المكان و اخبرتهم بانها تشتبه بسيدة أخرى تدعى "ن" و مشتبهة بها بأنها وراء خطف ابنها الصغير ، و قد كان مبرر شكوكها حسب المصدر أن كلاهما اي "ع" و "ن" يتعالجان عند طبيب نسائي واحد متخصص بحمل الأنابيب ،حيث أنه أثناء العلاج كانت "ع" تلاحظ اهتمام السيدة "ن" المبالغ به بالتطورات التي تحصل معها بشأن الحمل حسب ما قالت في افادتها.
و لا سيما أن السيدة "ن" لم يحدث معها أي تطور في هذا المجال.
و نتيجة لإفادة السيدة "ع" قصد الأمن الجنائي منزل السيدة "ن" للبحث عن الطفل و رغم التفتيش لم يجدوا الطفل ، و لكن من خلال تحريات الأمن حول موضوع السيارة التي غاروا فيها المطعم تبين أنها مستأجرة من احد المكاتب ، و نتيجة لذلك تم التوصل إلى السيدة الخمسنية التي خطفت الطفل و بناتها و السائق أيضا.

و أثناء التحقيق معهم أقرت المرأة الخمسنية بأنها خطفت الطفل حسب طلب السيدة "ن" التي ادعت أنه ابنها ، و تبين أيضا أن زوج السيدة "ن" محام شهير و كبير في العمر و غني و متزوج "ن" زواجا عرفيا.
و تبين أيضا في التحقيق أن زوج المرأة الخمسنية يعمل عند المحامي، و السيدة "ن" بحاجة إلى الطفل كي تضمن وريثا لها من قبل زوجها.
المفارقة تكمن أنه و عند تحليل حمض DNA للطفل تبين أنه ليس ابن زوج السيدة "ع" بل هو ابن المحامي زوج "ن" .
و لدى التحقيق في الموضوع تبين أنه نتيجة تزامن زيارات السيدة "ن" و السيدة "ع" إلى الطبيب فإن هناك من أقدم على تبديل العبوات الخاصة بالسائل المنوي للزوجين من دون علم السيدة "ع"، و كذلك هناك من يعتقد بأن "ن" على علم في ذلك ، و بعضهم يشتبه بتواطؤا الطبيب أو الممرضات اللواتي يعملن عنده.
بدليل عدم كتابتهن اسم صاحب السائل المنوي على العبوة مباشرة عند تلقيها كالعادة.
و علمنا أنه مازال القضاء السوري حائرا أمام حل هذه المشكلة النادرة الحدوث و الجديدة كل الجدة عليه، غير أنها تقرع أجراس الخطر فيما يخص أطفال الأنابيب و آبائهم.

الجدير ذكره أن دعوة العشاء الى المطعم لم تكن مرسلة إلى السيدة "ع" من سيريا تل بل كانت حيلة من السيدة "ن" لخطف الطفل